- الفتاوى / ٠04القرآن
- /
- ٠2تفسير القرآن
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردت كلمة " تأويل " في القرآن الكريم عدة مرات، فمرّة كان عن تأويل القرآن قال تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾
ومرة كان عن تأويل الأحلام قال تعالى:
﴿ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ﴾
ومرة كان عن تأويل سلوك قال تعالى:
﴿ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً﴾
ومرّة عن تأويل الحديث قال تعالى:
﴿ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
سؤالي ما القصد من كلمة التأويل ؟ وما الفرق بين التأويل والتفسير ؟ وهل هناك معنى موحد مشترك لمعنى كلمة تأويل ؟ وما هو شرح الآية 7 من سورة آل عمران ؟ بانتظار الإجابة , استودعكم ربي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
التأويل تعني تماما التفسير، وتعني أحيانا المآل أي ما يؤول إليه الشيء.
أما تفسير الآية فلها تفسيران حسب الوقف على كلمة الله
﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾
فإن وقفت عليها تستعمل المعنى الثاني للتأويل وهو مآل الأمور في الآخرة الذي لا يعلمه إلا الله، كأحوال الجنة والنار وكل أمور الغيب، ثم يبدأ الشق الثاني من الآية، والراسخون
﴿ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ﴾
فيكون المعنى أن الراسخين في العلم يؤمنون بكل ما جاء في القرآن من محكم ومتشابه برد المتشابه إلى المحكم، ويكلون علم الغيوب التي حدث عنها القرآن إلى الله.. أما عدم الوقف فيكون المعنى أن الراسخين في العلم يعلمون تفسير كل ما جاء في القرآن الكريم، لأنه لا إبهام فيه، من أجل تعليمه للناس والعمل به... باستثناء الغيبيات التي لا يعلم حقائقها وتفصيلاتها إلا الله فيصدقون بها دون الخوض في تفصيلها وهنا نستعمل المعنى الأول للتأويل...في تفسير الآية كلام طويل هذا مختصره.